تقرير ـ إسلام علوى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أثارت واقعة سرقة باسم يوسف لمقال من كاتب يهودى الكثير من ردود الأفعال الغاضبة والتى بلغت حد اتهامه بالنصب على الناس من خلال ما يقدمه من انتقادات حادة لكل ما هو وطنى وشريف على أرض مصر .
وقد جاء فى تقرير نشرته صحيفة المصرى اليوم ان «معجم اللغة العربية المعاصر» قد عرف كلمة «مِصداقيّة» بأنها اسم مصدر صناعيّ من مِصْداق، وفسر معناها بأنها «مطابقة الفعل للقول، وجدارة الشَّخص بأن يكتسب الثِّقةَ بخطوات ثابتة»، شارحًا أنها تبدأ بـ«أَصْدَقَ..صَدَقَ.. صادَقَ..صَداق.. صَدوق».. وصولًا إلى «مُصَدَّق».
بينما وصف «قاموس المعاني» الكلمة نفسها في الجزء الخاص بمخاطبة العامة بأنها «التزام الشخص بوعوده التي قطعها على نفسه، والتزامه بمبادئه وجديته في التعامل مع من حوله، ليستطيع الارتفاع إلى المرتبة العليا للمصداقية، التي تتحكم تلقائيًا بشكل تراكمي في قابلية الآخرين لمنح ثقتهم لشخص ما».
ويقول محمود علم الدين ، في كتابه «مصداقية الاتصال»، الذي صدر بالقاهرة، عن «دار الوزان للطباعة والنشر»، عام 1989في الصفحة 11: «المصداقية هي المدى الذي يتم فيه رؤية شخص على أنه يعرف الجواب الصحيح كخبير، والمدى الذي يتم فيه الحكم عليه بناء على انه يتصل مع الآخرين (دون تحيز) كموضع ثقة، كما تعد واحدة من ثلاث عوامل (المصداقية، الجاذبية، السلطة) التي تجعل الشخص مؤثرًا في اقناع الجمهور».
لذلك، ولكل ما سبق، مثّل الاتهام الذي وجهه بن جودا لباسم يوسف، صدمة ثقة بين الأخير وجمهوره، وما بين مصدق ومكذب تناثرت الأقاويل والتلميحات والاتهامات أيضًا، ولعل السؤال الأكثر انتشارًا بين العامة والنخبة الآن، هو «لماذا يسرق باسم يوسف وهو الذي سيقرأ له محبوه حتى لو كتب مقالًا بعنوان «ريّان يا فجل»، بل وسيقومون بإعادة نشره أكثر من مرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما يزيد من الأزمة هي سرعة رصد النشطاء لموعد تعديل المقال ونشرهم روابط المقالات التي سبق ونُشرت في المجلتين، والتي لا تأتي لصالح «باسم»، حتى أن التعديلات التي أجراها على مقاله، تعامل معها البعض بأنها دليل إدانة آخر ضده.
السؤال الأصعب: كيف سيتعامل باسم مع ما حدث صباح الأربعاء، قبل ساعات من تسجيل حلقته الجديدة مساء اليوم نفسه؟ هل سيستعمل ذكاءه ويُسقط على نفسه ليبدو وكأن لا موقف، كما سبق وأسقط تامر حسني على نفسه في أحد أفلامه ليُخرس كل من يتهكم على «شعْر صدره»؟ أم سيتحدث بمنتهى الجدية ويوضح موقفه قبل الدخول في تفاصيل حلقته الجديدة؟ أم أنه سيتخذ من السرقة والاقتباس تيمة لحلقته الجديدة؟
الاحتمال الأكيد أنه لن يتجاهل ما حدث، وإلا سيواجه حربًا شرسة.
الدخول في «نية» باسم أمر محال، لذلك سيظل اتهامه بالسرقة غير منصف، ومحاولة تبرئته أيضًا لن تكون عادلة..
ربما آن لـ«باسم» أن يشرب من كأس الانتقاد نفسه الذي سقى منه الكثيرين خلال عامين، وأنصحه بالاسترخاء والابتسامة، وتقبل الأمر بروح طيبة، لأننا نعيش في بلد ديمقراطي، لا يوجد به سقف لحرية الإعلام، حسب ما يدعو في برنامجه «البرنامج»، والساعات القليلة المقبلة هي التي ستجيب على السؤال الأصعب: هل وقع باسم يوسف في بئر «بن جودا»؟.
وفيما يتعلق بردود الافعال التى سجلها اعلاميون ونشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى فقد سادت حالة من الغضب والاستياء في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث تعرض باسم يوسف لهجوم عنيف من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر"، رغم اعتذاره عما اعتبره نسيانا وقام بتعديل المقالة بوضع سطرين في ذيلها يفيدان باستعانته بمقالات للكاتب اليهودي على عدة مواقع، إلا أن النشطاء اعتبروا ذلك تداركا منه لفضيحته بعد الهجوم العنيف عليه لقيامه بسرقة المقالة ونسبتها لنفسه.
وقال الدكتور أحمد عبد الحميد، الباحث السياسي، نشر الإعلامي الساخر الدكتور باسم يوسف مقالا أكثر من رائع في جريدة الشروق والتي لاقت صخبا وضجيجا من مشجعي السياسي الصاعد.
وأضاف عبد الحميد، عبر صفحته على "فيس بوك"، إلا أنه من المدهش أن يتضح أن المقال هو النص المترجم بحذافيره من مقال منشور منذ أيام على موقع "POLITICO Magazine" وترجمته للعربية بنصه الأصلي مختصرا "sasa post" مع إشارة للمصدر الأصلي منذ أسبوع.
وتابع عبد الحميد، يوسف لم يكلف نفسه حتى عناء اختيار نهاية مغايرة، وكل ما أتعب نفسه فيه كتابة أفكار المقال كما هي، ربما أضاف عليها دخلة شيقة ثم كتبها كلها بالعامية المصرية.
واتهم عبد الحميد يوسف بالسرقة قائلا في ختام كلامه: تعلمنا سابقا أن تكتب مقالا من مصدر واحد وتذكره فإنه "اقتباس"، أما إن لم تذكره فإنها سرقة، أما قراءة وتلخيص من عدة مقالات اسمه "بحث"، ثم يظهر مجهود الباحث في دمج الأفكار، أما أن تكتب مقالا للرأي في جريدة كبرى، وتقتبسه كله وتنسبه لنفسك، ثم يخرج ملايين من الناس يهتفون باسمك، يصبح حينها "باسم يوسف" باسم حرامي.
فيما قال الإعلامي أحمد موسى في تدوينه له عبر "تويتر": لما تبقى حرامي برامج، فمش جديد تبقى حرامي مقالات، باسم طلع حرامي فيديوهات ومقالات كمان".
ووجه محمد عبد العزيز، مسئول الاتصال السياسي بحركة «تمرد»، انتقادا شديد اللهجة ليوسف في تدوينه له عبر "تويتر"، قائلا: حتى المقال اللي سرقه باسم يوسف "أيوه سرقه مش اقتبسه ولا حاجة" سطحي جدا في تفسيره للعلاقة بين روسيا وأمريكا ومنحاز جدا لأمريكا.
وأشار الدكتور علاء عوض، أستاذ الكبد بمعهد "تيودور بالهاريس"، إلى أن الموضوع أكبر وأعمق كثيرا من أن باسم يوسف يسرق مقالة قائلا على صفحته: "سرقة مقالة ونشرها واقعة بالتأكيد مرفوضة"، متسائلا: هل ينتهي الأمر بالاعتذار؟
وطالب عوض المتابعين بالنظر للموضوع في سياق أوسع فكم من بحث علمي مسروق في مصر ومن سرقه أخذ به درجة علمية أو جائزة، والاعتذار ليس هو المطلوب الآن؛ لأن الاعتذار من الممكن أن يكون مفهوما لو كان الأمر مجرد حدث فردي، لكن في أحوالنا الغريبة هذه لابد أن نواجه أنفسنا بالحقيقة لكي نستطيع أن نتجاوزها، ولا ينتهي الأمر بمجرد اعتذار، فالمسألة أعمق من ذلك بكثير.
وقالت هبة ياسين، المتحدثة باسم التيار الشعبي المصري، فلنكن صادقين مع أنفسنا ولنسم الأشياء بمسمياتها، فهناك فارق شاسع بين الاقتباس أو حتى الترجمة وأشياء أخرى.
وأوضحت أنها تقصد بالأشياء الأخرى سرقة باسم يوسف للمقالة ونسبتها إلى نفسه وذلك ردا منها على تعليقات المتابعين على "فيس بوك".
وأضافت كما أننا لم نسكت لمن سرقوا البلد فلن نسكت لمن سرق ولو مجرد مقالة لأن المبدأ واحد هو السرقة، متسائلةً، لماذا يحاول البعض تبرير ما قام به باسم ولا يريد أن نتكلم عن سرقته للمقالة.
فيما قال أحمد مبارك: الحرامي حرامي إذا كان سارق مليار أو سارق مقال، وأضاف طارق توفيق: السرقة كشرب الخمر فالخمر قليله حرام، وتابع محمد حسين: طول عمري بقول عليه عيل قليل الأدب.
بينما علق ناشط أخر قائلا: قريت مقال وعجبك يا باسم، ترجمه وقول إنه مترجم، وحط لينك للمقال الأصلي، لزمتها إيه السرقة دي، مش هنجامل حد.. الحق حبيب ربنا.