اسلام علوي عضو متميز
عدد آلمساهمآت : 73 نفاط آلآمتيآز : 222 اّلسٌّمعَة : 0
| موضوع: نصير الأسدى يخرج عن صمته لـ"اليوم السابع": المتآمرون دمروا الاستثمار الإثنين يونيو 20, 2011 8:15 am | |
| نصير الأسدى يخرج عن صمته لـ"اليوم السابع": المتآمرون دمروا الاستثمار والأزمة تهدد البورصة الأردنية.. الإصلاح قادم فى ظل منظومة يرعاها ويدعمها الملك عبد الله.. وصغار المستثمرين هم صمام الأمان
حوار أجراه محمـــد فـــوده
الحديث معه أشبه بالسباحة ضد التيار، فهو نادر ما يتحدث إلى الإعلام وإن خرج عن صمته تكتشف أنك تحاور شخصا محترما ومحترفا ولا يخرج منه كلمة "عيب" فى حق أحد ولكن لأنه لا يخشى فى الله لومة لائم تجده يعبر عن رأيه بصراحة شديدة قد تغضب الآخرين. إنه رجل الأعمال العراقى نصير الأسدى الذى يفتح قلبه ووجدانه لـ"اليوم السابع" معلقاً على ما أصاب البورصة الأردنية من إخفاقات وانتكاسات يرى أنها ليست وليدة الصدفة وإنما هى نتاج سياسات خاطئة ينتهجها بعض المنتفعين والذين لا هم لهم سوى تحقيق مكاسب شخصية على حساب اقتصاد بلد بأكمله، وعلى جثة ضحايا الفساد الذى استشرى فى سوق تداول الأوراق المالية بالأردن والذى قد يتسبب فى عدم القدرة على دفع رواتب للموظفين فى بورصة عمان. ولأنه شخص غير عادى فكان لابد أن أبدأ حوارى معه بشكل غير عادى ففاجأته بتساؤل قد يبدو أنه بعيد عن الموضوع الرئيسى للحوار ولكنه فى حقيقة الأمر هو مفتاح لفهم شخصية الرجل الذى يتسم بـ"الغموض" وقلت له: هل تشعر بالارتياح والتفاؤل وسط كل ما يجرى فى العالم العربى من أحداث؟ وكأن الرجل كان ينتظر السؤال فقد بادرنى بالقول إن ما يسمى بـ"الربيع العربى" انعكس بالإيجاب على حالتى النفسية وأشعر بالتفاؤل والأمل فى غد أفضل.. وكما يقول الشاعر محمد إقبال "أجمل الأيام لم تأت بعد" وأنا بطبعى لا أعطى فرصة للتشاؤم بأن يسيطر على حالتى النفسية.. ويمكنك قياس الكثير من الآراء وفق هذا النهج الذى اخترته لحياتى. ** ولكنك تعرضت ومازلت تتعرض لحرب شرسة فى السوق الأردنى وفى بورصة عمان؟ * ما تعرضت له من ممارسات تآمرية فى السوق الأردنى كان "بفعل فاعل" وهذا لا يعنى أن المملكة الأردنية الشقيقة تقف ضدى موقفاً عدائيا.. فالكل يعرف أن ما حدث لى كان نتيجة ممارسات تعسفية من بعض الجهات لحساب أشخاص وجهات أخرى.. ولكن الحمد لله أنا أفصل دائما بين ما هو كائن وما ينبغى أن يكون، لذا أحب أن أقول إننى أثق كل الثقة فى السوق الأردنى وأعتقد أن الأزمة لن تستمر طويلا فى ظل الدعم والرعاية التى يحظى بها سوق الاستثمار من جلالة الملك عبد الله العاهل الأردنى.. أما المشاكل الثانوية أثناء العمل فلن تعدو كونها معاناة أى رجل أعمال طالما نزل إلى "السوق".
** ولكنها فى نهاية الأمر تمثل معاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ * نعم معك حق هناك معاناة ولكنها ليست معاناة شخصية، بل هى فى حقيقة الأمر معاناة أمة بأكملها وعلى وجه الخصوص من الناحية الاقتصادية. ** بعيدا عن المعاناة كيف ترى الاقتصاد الأردنى الآن؟ * الاقتصاد الأردنى يتسم بـ"المتانة" والقوة لأنه اقتصاد قائم على أسس صلبة، فالتقنيات التى تدار بها بورصة عمان أراها تقنيات متطورة. ** وماذا عن العقول البشرية التى تدير تلك المنظومة المالية؟ * الحق يقال إن العقول البشرية التى تتولى إدارة شئون البورصة هى عقول متفتحة ومتواصلة مع معايير اقتصاديات السوق المحلى وليس هذا فحسب بل ومواكبة للاقتصاد العالمى. ** وأين تكمن المشكلة طالما ترى أن الوضع بهذا الشكل الإيجابى؟ * المشكلة كبيرة وتكمن فى هذا الكم الهائل من المجاملات وفى عدم محاسبة المقصرين الذين أساءوا التعامل مع موجودات بعض الشركات المساهمة العامة التى هى ملكية عامة للجمهور واستخدموها لخدمة أجنداتهم الخاصة، وهذا بالتالى سوف يؤدى إلى احتراق الأخضر واليابس، وبهذه المناسبة يحضرنى رأى للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يقول فيه "إن الحالة المرضية معدية.. بينما الحالة الصحية غير معدية".
** وماذا بعد؟ * لقد آن الأوان وبشكل سريع لكى تجدد هذه الشركات والتى أشرت إليها من قبل وأن تعمل وفق آليات عصرية وأن تتدخل الجهات المعنية لإعادة تقييم هذه الشركات والعمل على دعمها وهيكلتها مجدداً بما يتضمن حفظ حقوق المستثمرين فى تلك الشركات مما سينعكس على إعادة الثقة للسوق الأردنى. ** ألست معى أن هذه الخطوة قد يكون من الصعب تحقيقها فى الوقت الراهن؟ * العكس هو الصحيح فالوقت الآن مناسب جدا لإعادة تصويب الأوضاع الخاطئة، فهناك شركات حصلت على قروض بشكل مبالغ فيها وهذا ليس من نسج خيالى فهى حقيقة يعلمها الدانى والقاصى، فلو تمت مراجعة صريحة ودقيقة لتلك القروض فإننى واثق من أن ذلك سيكون له عظيم الأثر فى إنعاش سوق الاستثمار بالمملكة الأردنية الهاشمية، خاصة وأننا الآن أمام منعطف مهم والوضع يحتاج تضافر جميع الجهود المخلصة وعدم الاكتفاء بالنقد فقط بل والسعى وراء بحث أفضل السبل لإيجاد برامج سريعة وفعالة على المدى القصير والبعيد لإعادة الانتعاش لهذا السوق الذى ينعكس بشكل كبير على الاقتصاد والسوق الأردنى بوجه عام. ** لاحظت من كلامك أنك توجه اتهامات مباشرة لأشخاص تعتبرهم سبب أزمة الاقتصاد الأردنى.. هل هذا صحيح؟ * هناك بالفعل بعض القيادات والمسئولين السابقين فى مؤسسات مالية بالأردن ارتكبوا أخطاء فادحة فى حق هذا البلد، فقد تسببت تلك التصرفات الخاطئة والسياسيات غير الموفقة التى تبناها بعض القيادات النقدية السابقة فى حرمان البورصة الأردنية من مئات الملايين من الدنانير المودعة بالبنوك الأردنية. ** ولماذا لم يتم الاستفادة من تلك الأموال طالما كانت فى البنوك بالفعل؟ * لأنها ببساطة شديدة لم تجد من يرعاها ويوجهها ويشجعها على الدخول فى سوق الاستثمار بالشكل الصحيح، بل وصل الأمر إلى أن من كان يمتلك الجرأة ويبادر باقتحام سوق الاستثمار فى الأردن لثقته بهذا البلد وأمنه كان يتعرض ـ للأسف الشديد ـ إلى محاولات التدمير ويتلقى الطعنات من كل صوب وحدب، بل ويصل الأمر إلى تدمير مدخراته الشخصية ليصبح عبرة لمن يجرؤ أو يحاول الدخول فى الاستثمار فى بورصة عمان. ** هل تقصد أن المشكلة لم تكن فى السوق بل فى من يتحكم فى هذا السوق؟ * أنا شخصيا مقتنع تماماً أن المشكلة لو كانت كبيرة فى الاقتصاد الأردنى لكان الأمر بالنسبة لنا أمرا عسيرا لا نستطيع مقاومته، ولكن ثقتى المطلقة فى هذا السوق والبنية الاستثمارية تجعلنى أقول بكل تأكيد إن سوق الاستثمار بالأردن صالح لجذب المستثمرين والشركات والأفراد خاصة مع الابتعاد عن المجاملة والمحاباة، وأنا مقتنع بأن الذى يحب هذا البلد عليه أن يرفع شعارات تنصهر جميعها فى معنى واحد وهو كيف نحافظ على اقتصاد هذا البلد ولو بجزء بسيط مما يملك.. وأعتقد أن كل من عمل فى السوق الأردنى لن يتردد لحظة فى الوفاء بالدين لهذا البلد الذى أعطاه الكثير والكثير، وبذلك نعطى المثل والقدوة للمستثمر العربى والأجنبى وكيف يكون متحدثا عن اقتصاد بلد واثقين منه وأن يكون فى مقدمة الركب الذى يقود النهضة فى هذا السوق. ** وكيف ترى صغار المستثمرين فى هذا السوق الكبير الذى لا يرحم؟ * علينا أن نتذكر دائما أن هناك أمانة فى أعناقنا اسمها "صغار المستثمرين" الذين أفنوا حياتهم فى جمع مدخراتهم الشخصية واستثمروها فى السوق، فيجب أن نكون عند حسن ظن هؤلاء وأن يكون لدينا قناعة تامة بأن الله سبحانه وتعالى يرى ويبارك كل عمل خيرى يسعى فى نهاية الأمر إلى خدمة الأمر.. فلا للمؤامرات ولا للمجاملات.. وأعتقد أن الإصلاح ليس بالأمر الصعب أو المستحيل لوجود النيات الصادقة والنفوس الشريفة التى تستهدف بناء هذا البلد فى ظل أجواء إيجابية وشفافية مطلقة يلمسها الجميع، وهى تلك المنظومة التى يدعمها الملك عبد الله العاهل الأردنى الذى لا يأل جهدا من أجل تنشيط الاستثمار فى المملكة. ** أرى أنك تتفق معى أن السوق الأردنى ملىء بالشرفاء؟ * نعم يجب عدم الخلط بين الشرفاء الذين حققوا ثرواتهم بنبل وشرف وشفافية وبين هؤلاء الذين اغتنوا وهربوا أموالهم متآمرين على دمار هذا السوق وما به من أموال هى فى حقيقة الأمر أموال عامة.. ولن أكون مبالغا إن قلت إن هناك أشخاصا وشركات ارتبطت بمديونيات كبيرة للبنوك إن تمت معالجتها بشكل حازم وحاسم والتصدى لها بموضوعية فإنه سينعكس بشكل لافت للنظر على تقليص مشاكل السوق الأردنى ككل.. الأمر فقط يحتاج إلى بعض الصراحة والمكاشفة. ** وأخيرا ماذا تقول عن البوصة الأردنية ككيان اقتصادى؟ • لن أكون صادما إن رددت ما يقال عن أن البورصة الأردنية قد تتوقف عن العمل.. بسبب نقص الموارد، فهناك عدد ليس قليل من الموظفين الرئيسيين يلوحون بالاستقالة لعدم توافر المبالغ اللازمة لسداد رواتبهم، وهذا بالطبع ناتج عن الانخفاض الرهيب فى حجم التداول فى البورصة والذى وصل إلى منحنيات خطيرة بدأت فى الهبوط منذ عدة سنوات.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|